إحتفالية برواية كابتشينو في معرض الكتاب بالإسكندرية-وفاء كمالو-الإسكندرية-مصر
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

إحتفالية برواية كابتشينو في معرض الكتاب بالإسكندرية

ضمن فعاليات معرض الكتاب بالاسكندرية أقيمت تدوة حول رواية الكاتب السيد حافظ المعنونة ب(كابتشينو) وقد حضرها لفيف من الأدباء والمثقفين بالاسكندرية  منهم على سبيل المثال  الناقد غنيم عبد الوهاب وجمال سالم وعاطف صالح   الفنان ابراهيم الملاح والدكتور عادل حافظ الباحث السياسى والكاتبة الشاعرة سهير المصادفة والكاتبة منى عارف والمحامية مرفت جمعه والشاعر مفرح كريم   وادار الندوة والاحتفالية  الشاعر والروائى والناقد الكبير التونسى  كمال العيادى والروائى ..وتكلم الناقد الروائى محمد عطية ..والكاتب السيد حافظ الذى حضر اللقاء .. من بعض ما قاله الكاتب الروائي كمال العيادي في حق رواية كابتشينو للكاتب المبدع السيد حافظ أمس في مسرح عبد الوهاب بالاسكندرية .من هنا, ومن هذا المدخل الغريب بالذات, يمكن أن نلج عوالم هذه الرواية الطريفة, فهي خليط عجيب غريب غير مخلص لجنس أدبي بعينه, ومارق عن كل شكيمة أو تصنيف, فلا هي بالرواية, كما نعرف الرواية في شكلها الحداثي أو الكلاسيكي, بتعدد شخوصها وفضاءاتها الزمانية والمكانية, ولا هي بالقصة الطويلة, ذات الخيط السردي الواحد والفضاء المحاصر, ولا هي كتاب رحلات, ولا هي كتاب نقدي, ولا هي سيرة ذاتية, ولا هي كتاب في التاريخ, ولا هي تقاطعات جغرافية, ولا هي كتاب أسئلة, ولا هي كتاب يلهث وراء أجوبة, ولا هي مؤطرة بزمن الحاضر ولا هي تهوّم في زمن غابر, ولا هي شعر فقط, ولا هي سرد غير متقطع…
بل والله هيّ كلّ ذلك معا. فهي كتاب يوثق للشعراء القدامى والمعاصرين, وهي رحلة في التاريخ, وهي تقاطع مع الجغرافيا, وهي سيرة شبه ذاتية بتفاصيل وشهود ووقائع مؤكدة. وهي فنتازيا وهي ضاربة بعروق متينة في رحم الأرض والواقع. وهي تلمّظ المرّ, وهي تجليات بطعم السكّر, وهي ضاربة في الروح الصوفية وهي توثيق ومتابعة دقيقة لا تكاد تترك شاردة ولا واردة…وهي كلّ ذلك معا.
ويكفي أن تعرف أن الكاتب, أستشهد خلال أربعمائة صفحة بواحد وستين شاعر مصري, وعربي من المعاصرين الأحياء, وخمسة شعراء عالميين هم رامبو ولويس آراغون وبول ايلوار والكسندر بوشكين وبودلير….وثلاثة شعراء من كبار الشعراء العرب الأموات في الحياة والأحياء في النص..وهم ابو الطيب المتنبي وأحمد مطر ومحمود درويش.
وحين أذكر أنه استشهد بهم, فلا أعني كما قد يتبادر للبعض أنه ذكر اسمهم. لا والله, لقد استشهد بمقطع طويل أو قصير أو بقصائد كاملة لكلّ منهم. وبأمانة حيث لم يذكرهم فقط في الحاشية, ولكن في المتن ايضا
وقال الناقد والكاتب الروائى محمد عطيه كابتشينو"، للكاتب الروائي السيد حافظ (الثالثة في سلسلة أعماله الروائية التي بدأت بجزأيها "قهوة سادة" و"نسكافيه").. ذاك الخط الساري الممتد الذي يخلق حالة من أسطرة الكتابة ذاتها ووضعها في محل تأريخ ذاتي وجمعي، وحالات متسقة من مستويات للسرد ينتهجها الكاتب لتأطير رؤيته الإبداعية التي تستمد من الموروث ومن الإحالات الذاتية التي تفرز من وعي الذات الساردة أو المسرود عنها على حد السواء، ومن خلال استنطاق التاريخ وعمق الأسطورة التي تتماس وتتلاقى مع عدة أبعاد/ أزمان للسرد تتماهى مع الموروث العقيدي في خط السرد الذي تستلهم فيه الرواية قصة سيدنا موسى عليه السلام من خلال شقين تراثيين عقيديين فيما بين استلهام عملية السرد/ القص المتوازي بين كل من التوراة والقرآن الكريم، فضلا عن الارتباط الثالث بتاريخ مصر من خلال قصة الحب الناشئة، والتي تتناص بدورها مع قصص الروح الأخرى التي ربما تجسدت في مجتمع مصري أصيل يؤرخ لذات الكاتب/ السارد ويعمل على حفر مجرى للحياة تلعب فيه الروح دورا كبيرا، تتقاطع معه أيضا علاقة أخرى لبطل آخر/ مسرود عنه أو سارد على حد السواء من خلال العمل في مجتمع مغاير هو المجتمع الخليجي بما يحمل من سمات التناقض والازدواجية والخلط بين ما هو مباح وما هو على العكس من ذلك، فضلا عن مستوى آخر تلعب فيه الهوامش دور النص الموازي الذي تتناثر فيه الحكايات بعشوائية مضطربة مقصودة، قد تميط اللثام عن بعض الغموض أو تعمل على فك شيفرة النصوص المتوازية الداخلة في المتن الروائي..
إذا فنحن بصدد عمل روائي مركب يستولد من خلاله الكاتب عدة بؤر من بؤر الحياة تتقاطع أشعتها الكاشفة وتتلاقى عند الروح التي يهبها الكاتب حق الحكاية وحق السرد، وممارسة حق التطلع إلى التحقق الذي ربما يأتي في صورة أسطورية نهاية
التناص والأسطرة
من خلال تلك العلاقة المتبادلة بين عنصري التناص والأسطورة، يلعب التناص دورا هاما ومميزا لهذا العمل الروائي من خلال كونه حركة مفصلية تتناقل بها الرواية حكاياتها على محوري الزمان والمكان، حيث تتعدد الأماكن وطرق الانتقال بينها، على مستويين أفقي ورأسي حيث يمثل المكان بحد ذاته هذا المستوى الأفقي الواقع الفيزيقي، الذي تسير عليه الأحداث، ويتقاطع مع المستوى الرأسي الذي يمثله الزمان بأبعاده الميتافيزيقية كبعد يلتزم سمات الروح وتنقلها وانفلاتها من مدار التحكم الرياضي أو الطبيعي على حد السواء لكي تنشيء هذه العلاقات الجدلية بين الشخوص التي تتماهى صفاتها وسماتها برغم الأزمان التي تفصل بينها والأماكن على حد السواء، مما يخلق حالة من حالات التشبع بالتناص كفكرة أساسية تعتمد عليها الرواية التي تصير بهذا المفهوم (رواية روايات) متعددة لما تحويه سواء على مستوي المتن أو مستوى الهامش..
كما يعزف الزمان فيها على عدة أوتار: مستوى الزمان التراثي الذي ينقل عملية السرد إلى حالة من حالات الأسطرة على مستويي تقنية الكتابة ذاتها التي تكرس لأسطرة الحالة والزمن الذي تثبته الحالة الكتابية/ السردية ليكون نموذجا لا يتكرر إلا على مستوى التناص الذي أشرنا إليه، ومستوى علاقات الشخوص وخروجها عن المألوف بحيث يصنع كل منها أسطورته الذاتية التي تكرس لمفهوم الأسطورة الذي يخلقه المكان ويتشبع به، فضلا عن الموروث الأسطوري في قصص العشق الثلاث التي تتناوب على عملية السرد بمستوياتها، والتي تتماهى نهاياتها في كون عدم الاكتمال أو النقصان هو الاكتمال بحد ذاته
براعة التركيب/ الاستيلاد الروائي   
ذلك الذي يستدعي وبإلحاح التعرف على التيمة/ التيمات السردية التي يعتمدها السرد يجعلنا نلج هذه الدائرة المتسعة التي تبدأ من المركز/ الشخصية الرئيسة التي تحرك المشهد الروائي، وتنطلق منها الأحداث على مستويي المتن وكذا النص الموازي/ الهامش الذي يقترب كثيرا من شخصية "فتحي رضوان خليل" مع عشقه للوطن التي يختصها الكاتب بجزء مقتطع من عتبات النص الروائي التي يقول فيها على لسان فتحي: ولي في عشقك وطن.. وهي المقولة التي تفتتح الصراع وتصل إلى لب علاقة المسرود عنه والسارد في ذات الوقت التي تتماهى فيها الحبيبة المعشوقة مع فكرة الوطن، وفكرة التشظي والحرمان والارتحال لاستدعاء مستمر لشخصية المعشوقة..
وقال الناقد الشاعر فهمى ابراهيم.. تحتضن حوالي أربعمائة صفحة لم يحددها الكاتب في فصول  , وإنما أراد أن ينقل إلينا تمرده علي تقسيمها , فترك لنا فضاءها الزماني والمكاني مفتوحا , ففتح لنا كوة زمنية في حائط بناء الرواية , لدخول ما يعتريه لحظة الكتابة , وما يعانيه , وما يختلج به شعوره , ليعكس لنا حالته الوجدانية , وهو يبدع هذه الرواية  , في تضفيرة مجدولة بشرائط العذابات النفسية , التي تعكس لنا شعاعات معاناة الكاتب وهو في أوج لحظات إبداعه , وتصنع لنا فضاءا موازا يفرض خطوط مجاله علي نفسية الكاتب , وما يعتريه حبا وكرها , وقبولا , ورفضا , لواقع  قد لا يرضي عنه ,أو يتمناه , فيلقي إلينا برؤيته فيه , متنقلا بآلة تصوير أفكاره وإحساسه ,  التي توقف سيل تدفق الرواية ,ليخبرك بنبإ عن شخصية تهمة , أو تذكره بموقف معين , أو يلقي إلينا بخبر , عما تعانيه بلادنا في هذه الفترة الزمنية , لنستشف أنه كبقية البشر , يعاني و يتألم ويتكلم ,  ويفرح , وإن كانت لحظات الفرح قليلة لديه , ويتصل وينفعل وهو يعيش لحظة الإبداع , وقد يعتبره البعض تشتيتا للرواية , ولكنني أراه بعدا جديدا , يضاف لمدي انغماس الكاتب في حبه لوطنه , وفي أحداثه المؤثرة , فهو ليس بمعزل عن الواقع , أو يغلق باب برجه العاجي ، لينعزل عن معايشته الحياتيه اليومية ، فهو وإن كان يموت عشقا لهذا الوطن , فهو يصرخ في وجهه  كيما يفيق . أو لعل الوطن يشعر به عما قريب .لقد تحدث الكاتب عن مائة وخمسين شخصية وضمت خمسين شاعرا  وحوالي خمسة عشر روائيا , تحدث عنهم الكاتب , أو أتي بمقاطع من أشعارهم , أو ومضات من رواياتهم , هذه التحويجة الجديدة "كابتشينو " تبدأ بنكهة الجبل وأسرار شهر زاد , العرَّافة التي أحبت " سَهَـرْ", عرافة الجن التي يمدها عشيقها الجني بالسر وبأسرار كل البشر .. شخصية مميزة بخصوصيتها .. وظفها الكاتب لخدمة شخصيات الرواية دراميا فهي اسم علي مسمي , يحمل معه الأساطير والحكايات الممتعة المسلية , وهي بأوصافها التي تنم عن جمال متوحش , تعانق عيناها سماء بلاد اللوز والتفاح والياسمين , وهي تجلس , تعد مشروب المتى , يهابها الرجال , ويشتهيها بعضهم , هي سيده الوجع .. خبيرة بوجع ومتعة النساء والرجال , وتحب الجميع .. وتحب من تحب "سهر " , ابنة العشق والجمال والجبل و عشيقة القمر , التي تحلم بالذهاب إلي الإمارات ؛ وتغيير الزمان والمكان ,فيشدنا الكاتب لتخترق بوابات هذا البناء الضخم , الذي ما إن تدخله حتى تتحول إلي كائن مسحور , بكل تحويجاته الرائعة , من حوار ثري يكشف روح الكاتب , وبلاغته المتفردة التي تميزه , وكأنها تطرق أسماعنا أول مرة , بلغة شعرية مرصعة بكل مقومات الشعر , فيزداد إعجابك , وتستهويك انسيابية العبارة , فتلهث وراءها اعجابا واستمتاعا
 : عودنا السيد حافظ ان يصبب فى ابداعاته تحويجات صوفية تأخذ القارئ الى عالم شديد الحساسية ،فى هذه الرواية يعتلى الكاتب عرش ابداعاته ضاربا بعرض الحائظ بكل طرز البناء الروتينى ونقل الينا تمرده على تقسيم الرواية الى فصول وترك لنا فضاءات الزمان والمكان وفتح لنا أفق خيالنا الابداعى ، وتصنع لنا فضاء موازيا لنفسية الكاتب وواقع يتمناه ، تحدث الكاتب عن مائة وخمسين شخصية تتميز بالثراء الكبير. وهى رواية ثلاثية  الابعاد وتمزج التاريخ القديم بالحديث..
وقال السيد حافظ
اول مرة منذ 45 عام تدعونى الدولة متمثلة فى هيئة الكتاب لندوة ، ومن جانبه وجه الشكر للهيئة وللحضور وعن الرواية ، قال السيد حافظ : اقتحم هذا المجال بطريقتى الخاصة وهذا ما جعل حياتى كلها مذابح ادبية لاتجاهى لطريق مختلف فى المسرح والادب . ولا ابغى مهاجمة احد ولكنى افتح الابواب المغلقة لجيل جديد من المبدعين . وليس لاصبح رائدا ارفع راية او علم ففى العالم العربى الرائد لا يرفع راية وانما يجهز له خازوق. نحتاج لمصر جديدة وشعب جديد وعالم عربى جديد. وتقول الكاتبة منى عارف انها رواية تعرى الروح من الخطيئة وتفتح افقا جديدا للوراية العربية  وتقول  الناقدة دينا نبيل   كابتشينو " هي آخر أعمال الكاتب الكبير السيد حافظ ، مؤلف روايتيّ " نسكافيه " و" قهوة " سادة " .
تدور أحداث الرواية حول هروب " نفر " العبرانية من حبها للضابط الفرعوني ، وفرار " سهر " من حبّ أستاذها إلى الإمارات ، ومغادرة " فتحي رضوان خليل " لوطنه إلى الخليج بحثاً عن الحرية . الرواية تتبنى معاناة إنسانية تتكرر عبر العصور ، تتمثل في الهروب والتخلي عن الآمال عندما تفوق قوى الظلم احتمال الإنسان ، لتبدأ بعدها رحلة الصراع مع مستقبل مجهول في الغربة.
وعن الرواية ، تقول الناقدة دينا نبيل : " تأتي رواية " كابتشينو " بنسيج حداثي تتعاشق فيه لوحات سردية وشعرية وتشكيلية في إيقاع متلاحق ، تذوب فيه الفوارق بين الزمان والمكان مما أكسب العمل عمقاً وأبعاداً جديدة ... تثير الرواية " رغاوي الكابتشينو" الخاوية وفقاعاته الخادعة حول شعارات مزوقة وأفكار بالية تدفع بأبنائه إلى البحث عن حقيقة وجودهم في وسط زخم من أحلام زئبقية يرسمها فراعين نصبوا أنفسهم زعماء ، فيكشف الكاتب برؤية واعية عبر تأملاته في الكتب المقدسة والتاريخ والتوثيق الصحفي ،  داء الواقع وينفذ إلى جذور المشكلة ويطرح طرق علاجها بعيداً عن أوهام سطحية طافية في فنجان كابتشينو! "
وتقول الدكتورة وفاء كمالو عن كابتشينو فى عينى حبيبته الاسطورية ,بحث السيد حافظ عن القمر.فأكتمل بدره قبل تمامه,وكانت الرواية كتابة على حدود الورد-مرسومة بحروف النار. بطلة كابتشينو  ليست انثى عادية---بل غصن من ياسمين يفوح عطرا وسحرا واندفاعات.. رفضت ان تكون دجاجة تنتظر الديك كل مساء-كانت ترغب فى الجبل المفتون المجنون-وفى عناق الرجل الذى ترتعش حين تراه- فبعض السر هوى---وكل الهوى اسرار . - هذة الرواية هى اختراق للتابوهات--وتجاوز للزيف والتناقضات---وهى ملحمة الكشف والعشق والواقع والخيال-هى بحث عن الانبياء والتاريخ والفرسان عن الاساطير والثورات والفقراء.وعن مصر الأن وهى فى وادى النار.



 
  وفاء كمالو-الإسكندرية-مصر (2014-03-01)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

إحتفالية برواية كابتشينو في معرض الكتاب بالإسكندرية-وفاء كمالو-الإسكندرية-مصر

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia